هذه الصفحة لم تتم ترجمتها إلى اللغة العربية بعد. يمكنكم الحصول على ترجمة ألية من غوغل ولكن كونوا على علم بأن الترجمة الآلية ليست موثوقة ويمكن أن تشوه المعنى. وقد تم توفير هذه الخدمة كوسيلة مساعدة فقط. وينبغي عدم اعتمادها في الاستشهاد بوجهات نظر المشروع. وعند الحاجة للاقتباس يرجى طلب ترجمة احترافية لهذه الصفحة.    

ما زال أهم ما في التحليل التفصيلي التابع للمشروع بعد ظهوره في أوائل عام 2004، أنه بغض النظر عن أن جزءً منه قد عفا عليه الزمن، إلا أن معظمه يبقى وثيق الصلة بواقع اليوم، لا سيما فيما يتعلق بعدم الاهتمام الرسمي (وربما أقل من ذلك) بأوليات وسائل الإعلام.

لقد الاستشهاد برقم الـ10,000 قتيل المحزن، الذي وثقه المشروع، في دوائر من مختلف الانتماءات السياسية (ولكنه ليس بالضرورة مع ذكر المصدر).

وكما كان متوقعاً، أصبح هذا المعلم معلماً عابراً.

6. الإعلان عن تحقيقات ثم نسيانها وإهمالها

هنا يعاد نشر تقرير صادر عن هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي.)، كما ورد أصلاً في ذروة الحرب. .

صرَّح أطباء في مستشفى، وسط العراق، للبي.بي.سي. أنهم قد تعاملوا مع أكثر من 250 قتيلاً منذ بدء الحرب التي قادتها الولايات المتحدة ضد العراق. وفي مستشفى صدام حسين في الناصرية قال مسؤولون أن جميع القتلى لقوا حتفهم نتيجة القصف الأميركي وكان معظم القتلى مدنيين. ومن جانبها قالت السلطات العراقية إنه قُتل ما لا يقل عن 55 مدنياً على يد قوات التحالف جراء هجمات على العاصمة بغداد ومدن أخرى خلال ال24 ساعة الماضية.

وتفيد التقارير بأن ما لا يقل عن 33 من الضحايا قُتلوا عندما أطلقت طائرات مروحية أمريكية النارَ على حي سكني في مدينة الحلة يوم الثلاثاء. وتقول منظمات إغاثة أنها تشعر بقلق متزايد إزاء تراكم عدد الضحايا المدنيين نتيجة للحرب. وفي مستشفى صدام حسين أفاد الأطباء بأنه تم ضرب العديد من المنازل والمدارس، التي تقع بالقرب من الأهداف العسكرية في المدينة. وتابعوا قولهم إنهم عالجوا أكثر من 1000 إصابة.

وفي يوم الثلاثاء، زار مندوبون من اللجنة الدولية للصليب الأحمر -- برفقة زملائهم العراقيين -- مستشفى في مدينة الحلة، على بعد حوالي 100 كيلومتراً (70 ميلاً) جنوبَ بغداد. وقالت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر ندى دوماني إن الفريق "شهد عربة تنقل جثث نساء وأطفال إلى المستشفى، ورأى أيضاً نحو 300 جريحاً وكان من الواضح جداً أن الوضع ناتج عن القتال العنيف والقصف."

ووصفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر المستشفى بأنه غير قادر على تحمل الوضع إطلاقاً. ومن جانبها قالت القيادة المركزية الأمريكية إنها تحقق في مزاعم بشأن سقوط قتلى في الحلة، ولكن الاستفسارات الأولية "لم تنتج أية أدلة." ويقول محلل شؤون الدفاع للبي.بي.سي، ستيفن دالزيل، إن القوات التي تقودها الولايات المتحدة فعلت كل ما في وسعها في محاولة لإظهار أن هذه الحرب ضد نظام صدام حسين وليست ضد الشعب العراقي. ويقول: مع ذلك لا بد من وقوع خسائر بين المدنيين، وفي حرب تخاض تحت متابعة عدسات كاميرات التلفزيون، أدرك كلا طرفي الحرب مدى أهمية الدعاية فيها. فمن جهتها اعترفت الولايات المتحدة بإطلاق النار الذي أدى إلى مقتل سبعة من النساء والأطفال عند نقطة تفتيش في النجف قبل يوم، لكنها أضافت أن "المناخ الذي خلقه النظام العراقي (السابق)" قد ساهم في وقوع الحادث. ودعت منظمة العفو الدولية، وهي منظمة حقوق الإنسان، واشنطن إلى إجراء تحقيق مستقل في ملابسات الحادث في النجف. 1

1 اِحموا المدنيين، تقول اللجنة الدولية للصليب الأحمر ، بي.بي.سي، 2 أبريل/نيسان 2003.

2 تخطط منظمات حقوقية للتحقيق في احتمال ارتكاب جرائم حرب من قبل قوات التحالف، توسين سليمان، سان خوسيه ميركوري نيوز، 24 أبريل/نيسان 2003.

3 ذُكر كدليل في رفع جرائم الحرب ضد اللواء الأمريكي تومي فرانكس في قضية بلجيكا نيابة عن 19 مدنياً عراقياً، مقالة أعيد نشرها في Indymedia.be ،14 مايو/أيار 2003.

4 تجاهلت القوات الأمريكية المناشداتِ عندما أطلقت النار على قواتِ الشرطة العراقية ، باتريك بيشوب، تليغراف (لندن)، 12 سبتمبر/أيلول 2003. (سجل المشروع رقم x154)

في 24 أبريل/نيسان، أعلن مركز الحقوق الدستورية في نيويورك أنه يحقق في حادث الحلة، من ضمن حوادث أخرى، متعلقة باحتمال ارتكاب جرائم حرب. 2

ولم تلق البحوث الواسعة النطاق في تقارير وسائل الإعلام المزيدَ من الضوء على أي بيان علني آخر صادر عن السلطات الأمريكية بشأن قتلى النجف. ببساطة تم ترك هذه المسألة تذهب في طي النسيان.

إنه ليس حادثاً معزولاً. إنما هو عبارة عن أسلوب مُتبَع. فبثقة يتم الإعلان عن إجراء تحقيقات حول العديد من عمليات القتل التي بطريقة متماثلة تم إهمالها، ويعود ذلك على ما يبدو إلى محاولة تأخير التغطية الصحفية السيئة لفترة طويلة بما فيه الكفاية إلى أن يلتفتَ إنتباهها إلى خبر جديد.

وفي عام 1992، حددت وثيقة، يقال أن عقيداً اسمه هندرسون أعدها للجيش الأمريكي، كيف يجب أن يتعامل الجيش الأمريكي مع "الأخبار السيئة". وكان أحد تكتيكات ما أوصى به هو إعلان الجيش عن أنه سيتم إجراء تحقيق، كوسيلة لتأخير تأثير "الأخبار السيئة" على الرأي العام. 3

وكثيراً ما يتم وضع حتى الأحداث البارزة في "طي النسيان،" على الافتراض (وغالباً ما هو صحيح) أن اهتمام وسائل الإعلام سوف يتضاءل إلى الصفر بعد عدة أسابيع أو على الأكثر خلال شهر أو شهرين. مثلاً كان أحد الأحداث الفظيعة هو المجزرة الليلية التي وقعت على قوات الدفاع المدني العراقية ورجال الشرطة وآخرين بالقرب من المستشفى الميداني الأردني خارج مدينة الفلوجة في أيلول/سبتمبر 2003. 4

يتمثل أحد الأعماق الفكرية عن طبيعة إهمال "التحقيقات" الأمريكية العسكرية في محادثة كريهة بين كبار ضباط الجيش وصحفيين بعد حوالي أسبوعين من الحادث. وطرح صحفي تابع لوكالة أنباء "أسوشيتد برس" (أي.أف.بي) سؤالاً حول حادث 12 سبتمبر/أيلول لكن اللواء ريتشارد سانشيز أساءَ الفهمَ حيث أنه ظنه إشارة إلى حادث وقع في 9 أغسطس/آب لا يشبهه على الإطلاق (على الأرجح هو حادث IBC x131 الواقع في بغداد، 5 حيث حاول فيه رجالا الشرطة اثنان الاستسلامَ لكنهما قُتلا)، الذي قال عنه سانشيز أن الجنود الأمريكيين قد برؤوا من ارتكاب أية مخالفة. وكانت التقارير التي نشرت في وسائل الإعلام الأمريكية تفيد ب"التحقيق الذي أجراه الجيش الأمريكي [والذي] لم يكتشف ارتكاب أية إساءة تصرف من قبل الجنود الأمريكيين الذين قتلوا ثمانية من رجال الشرطة العراقية... بالقرب من الفلوجة"، فكان لا بد من التراجع العاجل عنها، مع لجوء أي.أف.بي. إلى نص مسجل لإظهار أن الخطأً لم يكن خطأهم وإنما خطأ سانشيز. 6

ولم تُبذل أية جهود لاحقة من أجل الإجابة على السؤال الأصلي، الذي كان جدياً بما فيه الكفاية: "سيادة اللواء، هل بإمكانك أن تخبرنا عن آخر التطورات بشأن التحقيق في مقتل رجال الشرطة العراقية في الفلوجة؟" وبعد مرور خمسة أشهر، لا نزال ننتظرها.

5 IBC x131 سجل ل9 أغسطس/آب 2003.

6 "طرح أسئلة حول التحقيق في نيران صديقة"، طارق العيساوي، أسوشيتد برس، 25 سبتمبر/أيلول 2003.

7 أمِرت وزارة الصحة العراقية بوقف تعداد القتلى المدنيين من الحرب ، أسوشيتد برس، 10 ديسمبر/كانون الأول 2003.

وفي أحيان أخرى ببساطة يُبطل الجيش الأمريكي بحكمته من البداية أية تحقيقات في سلوكه. ففي حادث آخر وقع بالقرب من الفلوجة، يشار إليه في تقرير أي.أف.بي. أعلاه، جرى هجوم بصواريخ متعددة على مزرعة، حيث قُتل ثلاثة رجال وأصيب صبيين اثنين، فإن اللواء سانشيز قرر افتراضياً أن جنوده "تصرفوا وفقاً للقواعد العسكرية،" فيكفي بطبيعة الحال "أنه لم يأمر بإجراء تحقيق".

غير أنه إلى حد ما، تبقى التحقيقات العسكرية صورية فعلاً: وليس من المقبول إلقاء كل اللوم على الجنود لاتخاذهم إجراءات على أرض الواقع في حين أن أولئك الذين اتخذوا القرار في إرسالهم إلى ساحة الحرب يفلتون من جميع التحقيقات المباشرة. وإذا كان الجنود يتصرفون "طبقاً لقواعد الاشتباك" ولا يزال يُقتل الأبرياء، بما في ذلك الرضع والأطفال الصغار، إذن ينبغي تركيز "التحقيق" على صنّاع القرار الذين وضعوهم في هذا الموقف الحرج.

لا تريد سلطة الائتلاف المؤقتة لهذا أن يحدث

لقد انتشر -بكل غرابة- سلوك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة تجاه وقوع ضحايا مدنيين عراقيين في عقول المراتب العليا من الحكومة العراقية المؤقتة (التي عينتها الولايات المتحدة). وحتى أواخر العام الماضي، كانت مسؤولة في وزارة الصحة العراقية، وهي الدكتورة نغم محسن، تجمع بيانات عن الضحايا من سجلات المستشفى. ولكنه، حسب ما ورد في تقرير لأسوشيتد برس يوم 10 ديسمبر/كانون الأول 2003، أمرها رئيسها المباشر، الدكتور نزار الشاهبندر مدير التخطيط، بوقف جمع تلك البيانات. وقالت الدكتورة محسن "لقد توقفتُ عن جمع هذه المعلومات لأن لدينا وزير لا يوافق على ذلك،" وأضافت: "إن سلطة الائتلاف المؤقتة لا تريد لهذا أن يحدث." 7 إن هذا التدخل السافر في جمع منطقي للمعلومات نيابة عن الشعب العراقي هو، إن حدث حقيقة، أقل قليلاً من المشين، ويجب محاسبة جميع الجهات المعنية في اتخاذ ذلك القرار.

باختصار، لدينا الوضع التالي: يعلن مرتكب الجريمة أنه سوف يجري تحقيقات فيما يمكن أن يكون جرائمه، ولا يقدم أية معلومات عن طبيعة التحقيق أو مدته، ثم يفشل في الإعلان عن نتائج التحقيقات أمام الرأي العام. وما زاد في الطين بلة أن مرتكب الجريمة يتعسف في استعمال سيادته على المسؤولين في البلاد حيث يمنعهم من تسجيل ضحاياهم الناجمين عن الحرب. وإذا وصفنا الوضعَ بغير المرضي سيكون بخساً فاضحاً. فإن الوضع يتعارض مع كل مبادئ المساءلة الديمقراطية، ويذكرنا أكثر بالديكتاتوريات الشمولية التي تزعم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة أنهما تناضلان ضدها.