لماذا أنشِئ المشروع؟ عندما انطلق المشروع، عبّر الكثير من الناس عن دهشتهم وارتباكهم وحتى عن استنكارهم تجاهه. ورغم أن هذه الردود أقل انتشاراً هذه الأيام لا يزال هناك سوء فهم حول أهدافه لذا فإن هذه الصفحات تشرح المنطق الذي يقف وراء عملنا أيُ لماذا نقوم بهذا االعمل.
3. يتحمل المواطنون من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة مسؤولية خاصة عن الحوادث التي تجري في العراق
3.1 قادت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة الهجومَ على العراق.
إن استمرار الوفيات الناجمة عن أعمال عنف، على مستويات عالية، منذ عام 2003 يأتي نتيجة للغزو على العراق واحتلاله بقيادة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. ولو لا هذا الغزو لما وقعت أية من الوفيات التي سجلناها. كما أن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة هما نظامان ديمقراطيان انتخابيان ويشارك دافعي ضرائب هذين البلدين وناخبيهما في مسؤولية ما تقوم به حكومتاهما. ويؤمن جميع أعضاء المشروع، وجميعهم مواطنو الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة، أنها مسؤوليتنا المستمرة أن نوثق كل معلومة عن وفاة لشخص عراقي تنجم عن تصرفات قادتنا.
3.2 لا يوجد سجل رسمي عام.
بعد مرور عدة سنوات من الحرب، لا يوجد إلى حد الآن نظام رسمي عام يحاول إحصاء الأفراد المقتولين بشكل شامل ومستمر، ناهيك عن محاولة تعيين هويتهم. لذا فإن المشروع هو إحدى المساهمات (غير الرسمية) التي تسعى لملء ذلك الفراغ.
3.3 إنشاء مبادرات مستقلة عن الحكومات هوالمطلوب.
من حيث المبدأ يتعين على الحكومات والوكالات الحكومية الدولية أن تسهل وتدعم عملية التسجيل الشامل والطويل الأمد لقتلى الحروب. ولكن بغض النظر عما قد يقدم في نهاية المطاف من مستوى دعم ومشاركة على الصعيد الرسمي إلا أن هنالك دائماً دورٌ يمكن أن تلعبه المجموعات المستقلة والأفراد للمشاركة بحرية في جمع البيانات ومتابعة الأنباء والمناصرة والإبداع، وإخضاع الحكومات للمحاسبة. وتضمن مشاركة المواطنين أن المشاريعَ تعكس أولويات الشعب. لذا يُعد المشروع واحدة من المبادرات الشعبية من بين الكثير من المبادرات الأخرى المتنوعة التي تسلط الضوء على النزاع في العراق. وتتبين استقلالية المشروع من خلال الجهود اليومية التي يبذلها متطوعون في عملنا ومن خلال تمويله عن طريق تبرعات صغيرة بل منتظمة يقدمها أفراد من مختلف أنحاء العالم.
4. إن توثيق الوفيات الناجمة عن العنف هو تركيزنا الحالي
4.1 تمثل حالات الوفاة الناجمة عن العنف الحصيلة الرئيسية الأكثر وضوحاً للحرب.
تقع الوفيات الفورية والإصابات بجروح جراء أعمال عنف في مكان وزمان معينين وبالتالي يمكن توثيق هذه الحوادث الفعلية توثيقاً كلياً. فتشكل هذه الحقائق أساسَ سجلٍ وثائقي لعاقبة الحرب الأكثر وضوحاً. وقد تسبب عواقب الحرب الأخرى، مثل الأمراض وسوء التغذية، المزيد من الخسائر الإضافية للأرواح. غير أن توثيق واقتفاء آثار هذه العواقب، التي يتأخّر ظهورها، يقتضيان دراسات مؤجلة ومناسبة وعادة ما تنطوي على نهج موضوعي وإحصائي بحت. ولهذه الأسباب يسجل المشروع الوفيات الناجمة مباشرة عن العنف وليست عن أسباب أخرى.
4.2 يعاني التوثيق المنتظم لوفيات المدنيين من إهمال مع أنه يستحق الأولية.
إن قرار المشروع بأن يركز على وفيات المدنيين مبني على ثلاثة أسس: أولاً هناك اعتبارات قانونية وأخلاقية تجعل من الخسائر في صفوف المدنيين (أي غير المحاربين) شيئاً غير مقبول، بشكل خاص. ورغم ذلك فإن غالباً ما لا تتلقى وفيات المدنيين اهتماماً كافياً، وحتى ما يكون معدوماً في بعض الأحيان، في السجلات الرسمية. ثانياً يقوم الآخرون بتسجيل الوفيات في صفوف قوات التحالف والمقاولين تسجيلاً جيداً نسبياً. وثالثاً مع محدودية الموارد البشرية والمادية للمشروع اضطرَّ فريقُه إلى تركيز جهوده على مسألة معينة.