لماذا أنشِئ المشروع؟ عندما انطلق المشروع، عبّر الكثير من الناس عن دهشتهم وارتباكهم وحتى عن استنكارهم تجاهه. ورغم أن هذه الردود أقل انتشاراً هذه الأيام لا يزال هناك سوء فهم حول أهدافه لذا فإن هذه الصفحات تشرح المنطق الذي يقف وراء عملنا أيُ لماذا نقوم بهذا االعمل.
5. تشكل التقارير الإعلامية مصدراً أساسياً للبيانات عن الضحايا
5.1 إن التقارير الإعلامية والتابعة لوكالات الأنباء ثمينة جداً ما يعني أنه لا يمكن تجاهلها.
لقد شهدت التغطية الإعلامية للبيانات عن القتلى ودمجها تقدماً كبيراً نتيجة التطورات الحديثة والناشئة في التكنولوجيا. ومن جهته يستغل المشروع مثل هذه التطورات كما يسلط الضوءَ على ما يمكن إنجازه مع تطورها المستمر.
5.2 يضمن الجمع المنتظم للبيانات المحافظة على أكبر قدر ممكن من المعلومات.
إن المتابعة الشاملة والمنتظمة لوكالات الأنباء والمصادر الإعلامية، التي يقوم بها المشروع، تمكّننا من الحصول على بيانات أكثر مما تظهر لقارئ الأخبار العادي الذي تتوفر له فقط بعض المصادر الرئيسية. أما التغطية الإعلامية لكثير من الحوادث الصغيرة فإنها تنحصر على وكالات الأنباء والصفحات الأخيرة ومن ثم تخسر فرصة الظهور في المجال العام. ونادراً ما تنال التقاريرُ عن القتلى الاهتمامَ الذي تستحقه خاصة عندما يتعلق الأمر بوقوع عدد قليل من القتلى. وبغض النظر عن عدد القتلى في حادث واحد، لا يفرق المشروع بين أهمية أية من الحوادث التي يكتشفها، فيقوم بحفظ وأرشفة المعلومات المتعلقة بكل منها.
5.3 يمثل إعداد التقارير عن أعمال العنف والضحايا واحداً من الأنشطة الأساسية للصحافة.
إن وكالات الأنباء والهيئات الإعلامية هي الجامع الأكثر انتظاماً للبيانات المفصلة عن القتلى عالمياً. ولا تنحصر تغطيتها على تحقيقاتها فحسب بل وأنها تنشر معلومات التي تزودها الحكومات والوكالات الرسمية والمنظمات غير الحكومية. وعندما يتم استخراج المعلومات من المصادر الإعلامية بكاملها، وبالمنهج الذي طوّرَها المشروع، يمكن اعتبارها المصدر "الجامع" لكل المعلومات حول القتلى المعروفيين التي يتم نشرها في المجال العام.
6. قد تُستخدم البيانات عن القتلى بطرق مختلفة
6.1 إن جمع تفاصيل الحوادث يسمح بالكشف عن الأنماط الرئيسية والنماذج.
إحدى أهم الفوائد الناتجة عن تسجيل التفاصيل الدقيقة بشأن كل شخص مقتول وملابسات وفاته هي أنه من خلال ذلك يمكن الكشف عن نماذج لا يمكن كشفها إن تم التسجيل بصورة أخرى. وتتضمن هذه النماذج تلك الأنماط التي يتم تسجيلها عبر الوقت وحسب التوزُّع الجغرافي لأعمال العنف وأعمار القتلى وأجناسهم، والمقارنة بين درجات الفتك لمختلف الأسلحة المستخدمة، بالإضافة إلى خلق أصناف من القتلة.
إن الملف حول القتلى المدنيين في العراق عام 2003-2005 الصادر عن المشروع هو عبارة عن تطبيق مهم للمناهج التحليلية للبيانات المفصلة التي جمعها المشروع. وتحتوي صفحة كيف استخدم الآخرون المشروع؟ على شرح حالات استعمال نموذجية لإنتاجات المشروع.
6.2 المعرفة تمكن الناس من الفعل.
عندما يتم تنظيم المعلومات الموثقة ونشرها في المجال العام، يصبح بإمكان الأفراد والمنظمات طرحها لاستخدامات متعددة، سواء أكانت تربوية أو سياسية أو إنسانية. ويشجع المشروع، ويساعد حيثما كان ذلك ممكناً، أية مبادرة يتم فيها استعمال بياناته استعمالاً غير هادف إلى الربح خصوصاً عندما تهدف إلى إفادة ضحايا الحرب، الفعليين أو المحتملين.
6.3 يمكن استعمال المعلومات حول القتلى بطرق متعددة.
يفرض المشروع قليلاً من القيود حول طرق استخدام بياناته وتحتوي الطرق المسموح بها على: إحياء ذكرى القتلى وتكريمهم، التحقيق في ظروف مقتل الأفراد لكي يتم تعيين المسؤولية، مساندة المبادرات الساعية إلى مساعدة الناجين من أعمال عنف، ولاستخلاص الدروس لسياسات متعلقة بالتدخلات العسكرية. وهو من روح المشروع أن يعتمد على مُثل الآخرين الإنسانية ومبادراتهم كي يستغلوا الفائدة الكاملة من البيانات التي نوفرها.