منظمة ضحايا حرب العراق تحتاج الى دعمكم العاجل لمساعدتنا على الاستمرار في توثيق الضحايا المدنيين - ساعدنا من خلال التبرع الآن.

 
هذه الصفحة لم تتم ترجمتها إلى اللغة العربية بعد. يمكنكم الحصول على ترجمة ألية من غوغل ولكن كونوا على علم بأن الترجمة الآلية ليست موثوقة ويمكن أن تشوه المعنى. وقد تم توفير هذه الخدمة كوسيلة مساعدة فقط. وينبغي عدم اعتمادها في الاستشهاد بوجهات نظر المشروع. وعند الحاجة للاقتباس يرجى طلب ترجمة احترافية لهذه الصفحة.    

ما زال أهم ما في التحليل التفصيلي التابع للمشروع بعد ظهوره في أوائل عام 2004، أنه بغض النظر عن أن جزءً منه قد عفا عليه الزمن، إلا أن معظمه يبقى وثيق الصلة بواقع اليوم، لا سيما فيما يتعلق بعدم الاهتمام الرسمي (وربما أقل من ذلك) بأوليات وسائل الإعلام.

لقد الاستشهاد برقم الـ10,000 قتيل المحزن، الذي وثقه المشروع، في دوائر من مختلف الانتماءات السياسية (ولكنه ليس بالضرورة مع ذكر المصدر).

وكما كان متوقعاً، أصبح هذا المعلم معلماً عابراً.

8. نحو تسوية عادلة

يمكن أن نتفق على نقطة واحدة مع وزير الدفاع البريطاني آدم إنغرام: إنه على حق في قوله أنَّ لأية عملية عسكرية بحجم غزو العراق، لأنه "لا مفر من" سقوط قتلى بين المدنيين. وعليه فقط أن يذكر أن الغزو نفسه كان يمكن تجنبه، وبالتالي كان هناك مفر من وقوع خسائره.

وأيضاً يجب الملاحظة أن مفهوم "تجنب سقوط ضحايا مدنيين" يأتي بمعنى مختلف كثيراً عند تطبيقه على مناطق أخرى، خاصة عندما "نكون نحن" في طريق الأذى وليس "هم":

في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني شنت الولايات المتحدة عملية "المطرقة الحديدية" حيث استأنفت قصفَ أهداف داخل البلدات والمدن العراقية. وفي 19 /أغسطس/آب ذكر ما يلي:

وقال الجيش يوم الأربعاء إن القوات الجوية الأمريكية استخدمت بعضاً من أكبر الأسلحة في مخزونها لمهاجمة أهداف وسط العراق، إزاء حملة تضييق متصاعدة على معاقل المسلحين المشتبه بهم.

وكان زوج من القنابل التي تزن 2000 رطل، والموجهة بالأقمار الصناعية، قد تم إسقاطه مساء اليوم الثلاثاء بالقرب من بعقوبة، التي تبعد 30 ميلاً من الشمال الشرقي من بغداد، على "معسكرات يشتبه في أنها كانت تستخدم لصنع قنبلة نووية كما صرح الرائد غوردون تيت المتحدث باسم الفرقة الرابعة - المشاة.

وتابع دون الخوض في تفاصيل قائلاً إنه بالقرب من مدينة كركوك بشمال العراق، ألقت القاذفات المقاتلة قنابل وزنها 1000 رطلاً على "أهداف إرهابية."

وأضاف تيت إنه لم يتضح ما إذا كانت الضربات الجوية قد تسببت في وقوع أي خسائر بشرية. 1

1 "ضرب سلاح الطيران الأمريكي أهدافاً عراقية"، صباح جرجس، أسوشيتد برس، 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2003.

2 تعود الولايات المتحدة العسكرية إلى التكتيكات الحربية راجيف تشاندراسكاران ودانيال ويليامز، واشنطن بوست، 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2003.

3 العثور على قنبلة الحرب العالمية الثانية تسبب في إخلاء مدينة ميلان الإيطالية ديفيد ويلي، مراسل بي.بي.سي.، 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2003.

-- بينما بحلول يوم 22 أفادت واشنطن بوست بأن "طائرات مقاتلة أسقطت قنابل تزن 500 رطلاً في مدن سامراء وبيجي وبلد وبعقوبة." 2

في 23 نوفمبر/تشرين الثاني صدر تقرير عن مراسل بي.بي.سي. حول حدث متزامن بالضبط تقريباً لكنه لوحظ على نطاق صغير حتى في أوروبا:

العثور على قنبلة الحرب العالمية الثانية تسبب في إخلاء مدينة ميلان الإيطالية

أخلت الشرطة الإيطالية 55000 شخصاً من وسط ميلان في حين أن فريق إبطال مفعول القنابل التابع للجيش استطاع أن يبطل قنبلة من الحرب العالمية الثانية.

تعود القنبلة التي تزن 1000 رطلاً، والتي لم تنفجر، إلى محاولة قصف جوي للحلفاء على ميلان في الحرب.

وبعد وقت قصير من الفجر بدأت الشرطة في إجلاء الناس الذين يعيشون داخل دائرة نصف قطر كيلومتر من موقع المبنى.

وكانت حركة المرور في واحدة من أكثر محطات السكك الحديدية ازدحاماً في أوروبا قد توقفت خلال عملية إبطال القنبلة وحُولت جميع القطارات إلى أجزاء أخرى من المدينة.

وتم نقل كبار السن والأطفال إلى مدارس محلية، وإعطاء وجبات الطعام والمشروبات الساخنة بينما قام فريق الجيش بإبطال مفعول القنبلة.

ونجح الفريق في إبطال القنبلة بعد نحو ساعتين من العمل.

سيتم نقل القنبلة إلى مقلع تحت الأرض في ضاحية المدينة حيث سيتم تفجيره انفجاراً خاضع للسيطرة. 3

لا يمكن أن يكون التناقض أكثر قساوة. عندما يحتمل تهديد حياة مدنيي أوروبا الغربية، لا يُدخر جهداً أو كلفة من قبل القادة الغربيين في منع وقوع وفاة واحدة، وهم على حق في ذلك. لكن عندما تتعرض حياة النساء والأطفال العراقيين للخطر، تختلف القصة وفجأة تسود الأولويات الأخرى.

إن كل وفاة إنسان هي مأساة. وإن حياة كل إنسان ما تتم تصفيتها يتطلب تكريماً، وتذكرها والحزن عليها و كذلك تعزية المنكوبين بها ومساعدتهم.

لقد وقع الضحايا المدنيون العراقيون نتيجة لأفعال حكومتي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، الحرب التي صوت من أجلها ممثلو البلدين المنتخبون، الحرب الممولة من عائدات الضرائب التي يقدمها المواطنون من البلدين، والحرب التي شنها الزعماء السياسيون للبلدين واعدين بأن "كل جهد ممكن" سيُبذل لتجنب سقوط ضحايا بين المدنيين. فعلى حد سواء تضع هذه العوامل على شعب الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة واجباً مقدساً في تسجيل كل وفاة عراقي ناجمة عن الحرب، كي لا تفوت الأنظار، وكي لا ننسى أياً منها، وكي ندرك أثر الحرب الحقيقي.

مشينا (أو تم اقتيادنا) بصورة عمياء إلى حرب لم يكن لها تبريرٌ لا في وقتها ولا حتى الآن. وقد حان الوقت لفتح عيوننا لنكتشف الأثر الكامل لهذا الخطأ الفادح الذي ارتُكب على حساب الشعب العراقي.

جون سلوبودا وحامد دردغان -- 7 فبراير/شباط 2004