على الرغم من أن قاعدة البيانات لدينا متوفرة على الإنترنت بشكل مفصل، إلا أن الموقع يقدم نظزة شاملة مرة على الأقل في السنة وذلك لتسليط الضوء على تطور اتجاهات النزاع.
تعتبر الاتجاهات الحالية من بين أكثر التطورات إثارة للقلق منذ بداية توثيق الضحايا المدنيين في 2003.
خدنق العراق 2014: يتضاعف عدد القتلى المدنيين تقريبا سنة بعد سنة.
نظرة عامة على المحة عامة عن العنف هذه السنة
نشر لأول مرة في نشر أول مرة في 1 يناير/كانون الثاني 2015
خطوخلاصة 2014
تم تسجيل مقتل 17049 مدني في العراق خلال العام 2014 (حتى 30 ديسمبر/كانون الأول). وهذا تقريبا ضعف العدد المسجل في عام 2013 (9743)، الذي كان بدوره ضعف الرقم المسجل في عام 2012 تقريبا (4622). هذه الأرقام لا تشمل أعداد القتلى المقاتلين التي شهدت ارتفاعا حادا في 2014 وفقا لأكثر الاحصائيات حذرا.
مازال النزاع الذي بدأ مع العزو الأمريكي/البريطاني في آذار/مارس 2003 مستمرا منذ 12 عاما تقريبا. ولم يمر يوما واحدا طوال هذه المدة دون وقوع قتلى مدنيين في العراق. لكن عام 2014 بشكل خاص عكس ارتفاعا في مستويات العنف لم يشهدها البلد منذ الفترة الأكثر عنفا في عامي 2006 و 2007. وقد ساهم في هذا الارتفاع في عدد القتلى عدة عوامل منها ظهور تنظيم "الدولة الإسلامية" أو "داعش" كقوة رئيسية في النزاع بالإضافة إلى الرد العسكري من قبل الحكومة العراقية وإعادة دخول القوات الجوية للولايات المتحدة وقوات التحالف.
1.الصراع على السلطة
خلال 2014 سجل مشروع توثيق ضحايا حرب العراق مقتل 17049 مدنيا جراء العنف. وهذه ثالث أكبر محصلة لعدد القتلى المدنيين بعد عامي 2006 و 2007، كما أن حصيلة القتلى في بعض الأشهر فاقت مثيلاتها في هاذين العامين.

2012 | 2013 | 2014 | |
---|---|---|---|
كانونكانون الثاني/يناير | 531 | 357 | 1076 |
شباط/فبراير/فبراير | 356 | 360 | 930 |
آذارآذار/مارس | 377 | 403 | 1009 |
نيسان/أبريل | 392 | 545 | 1013 |
أيار/مايو | 304 | 888 | 1027 |
حزيران/يونيو | 529 | 659 | 2534 |
تموز/يوليو | 469 | 1145 | 1481 |
آب/أغسطس | 422 | 1013 | 1592 |
أيلول/سبتمبر | 400 | 1306 | 1956 |
تشرين الأول/أكتوبر | 290 | 1180 | 1797 |
تشرين الثاني/نوفمبر | 253 | 903 | 1468 |
كانون الأول/ديسمبر | 299 | 983 | 1166 |
الإجمالي | 4622 | 9742 | 17049 |
على الرغم من أن المنطقة لم تخلُ من العنف المرتبط بالنزاع أو من وقوع إصابات بين المدنيين منذ فترة ما بعد الغزو إلا أن الفترة الممتدة بين 2010 و 2012 كانت قد شهدت انخفاضا نسبيا في مستويات العنف، بمحصلة سنوية للقتلى المدنيين تتراوح من 4116 إلى 4622، كما تراوح المعدل الشهري من 218 كحد أدنى ليرتفع إلى 529 في حده الأقصى. (على كل حال شهدت هذه السنوات الثلاثة أكثر من 2500 حادثة تفجير نتج عنها قتلى بمعدل حادثتان في اليوم). لكن هذا الاستقرار النسبي انتهى في أواسط عام 2013 للترتفع محصلة القتلى بعد ذلك بشكل كبير في بعض الأحيان.
ومنذ ذلك يوليو/تموز 2013 لم تنخفض المحصلة الشهرية لعدد القتلى المدنيين لأقل من 900. في حين كانت الحصيلة في معظم الشهور الأخرى أعلى بكثير: يونيو/حزيران (2534)، سبتمبر/أيلول (1956) وأكتوبر/تشرين الأول (1796) وذلك أعلى من أية محصلة شهرية منذ 2007 ( في الحقيقة المحصلة في كل من هذه الشهور المذكورة كانت أعلى من الشهور التي تقابلها في عام 2007). وكما هو الحال في نهاية 2014 فقد تخطت المحصلة الشهرية في النصف الثاني من العام (باستثناء الذروة في يونيو/حزيران) 1500 ضحية. تزامنت فترة الذروة في يونيو/حزيران (2534) مع بداية اعتداءات تنظيم "الدولة الإسلامية". يبدو أن الهجمات التي قامت بها "داعش" والهجمات المضادة لها كانت قد زادت الوضع المتردي سوءا بالنسبة لعدد القتلى المدنيين. .
2. التوزيع الجغرافي في 2014
تركز العدد الأكبر للقتلى في كل من محافظات بغداد ونينوى و صلاح الدين والأنبار. وقد حازت هذه المحافظات مجتمعة على 80% من القتلى المدنيين. وكان لبغداد النصيب الأكبر من القتلى، فقد تم تسجيل مقتل 4767 مدنيا في هذا العام تلتها الأنبار بأكثر من 3600 ضحية نصفهم على يد الجيش العراقي (1784) في هجمات جوية يومية تركزت بشكل رئيسي في محيط الفلوجة. أما في صلاح الدين ونينوى فقد ساهمت هجمات تنظيم "الدولة الإسلامية" بشكل رئيسي في ارتفاع محصلة عدد القتلى هناك. لقد شهدت هذه المحافظات الأربع ازديادا ملحوظا في عدد القتلى بالمقارنة مع عام 2013، في بغداد ، مثلا، تضاعف العدد تقريبا، في حين ارتفع العدد في المجافظات الثلاث الأخرى إلى أكثر من الضعف.
بغداد: 4767
الأنبار: 3623
صلاح الدين: 2550
نينوى: 2367
3. الفاعلون: قوات التحالف أو الضربات الجوية العراقية و هجمات تنظيم "الدولة الإسلامية"
يمكن القول بأن هجمات مجموعات مسلحة معينة تسببت في مقتل العديد من بين الـ 17049 مدنيا الذين قتلوا هذا العام بينما لايزال المتسببون في قتل العدد الباقي مجهولين. تشير التقارير إلى أن ضربات الجيش العراقي الجوية قتلت 1748 مدنيا، بينما قتل تنظيم "الدولة الإسلامية" 4325. أما فيما يتعلق بالـ 10858 الآخرين فتم تسجيلهم (مجهولي الجاني)، فلم يكن من الممكن معرفة أي من هؤلاء الفاعلين الرئيسيين أو ربما مجموعات أخرى أقل شهرة كان لها دوراً في مقتلهم. تم تسجيل مقتل 118 مدنيا بسبب ضربات قوات التحالف الجوية. وهذه كانت المرة الأولى منذ 2011 التي تكون فيها قوات التحالف متسببة بكشل مباشر في مقتل مدنيين.
4. القتلى من المقاتلين: محصلة تقريبية ومناقشة التباين الكبير
لقد ارتفع عدد القتلى في صفوف الجيش العراقي والمجموعات المسلحة الأخرى مثل "داعش" بشكل كبير في 2014 بالمقارنة مع الأعوام السابقة. إلى جانب هذا الارتفاع الواضح في الأرقام الإجمالية لعدد القتلى شهد 2014 اختلافات حادة في بعض أرقام القتلى من المقاتلين بين المصادر المعروفة التي كانت تستخدم لتتبع ضحايا النزاع لسنوات عديدة. من بين هذه المصادر من اعتمد على تقارير وكالة فرانس برس (أ ف ب)، والاحصاءات الرسمية التي تنشرها وزارات الحكومة العراقية وتقارير إعلامية أخرى. إن الأرقام التي كانت تقدمها هذه المصادر كانت تتباين في السنوات السابقة، إلى حد ما، إلا أن هذه التباينات لم تكن إلى حد كبير. ففي أي فترة أو فئة كانت هناك أرقام أعلى أو أقل لكل من هذه المصادر لكنها لم تكن عادة متباينة كثيرا. بينما شهد عام 2014 هوة واسعة في مجاميع القتلى من فئة المقاتلين، فقد كانت مجاميع القتلى من المقاتلين بحسب وكالة فرانس برس والإحصائات الرسمية 4000-5000 قتيل، بينما أشارت التقارير الإعلامية المجمعة الأخرى إلى مقتل ما يقارب 30000.
من الصعب بالنسبة لنا أن نقول في الوقت الحاضر ما هو الرقم الصحيح أو الأكثر مصداقية. يرجع ذلك ليس فقط إلى أن مشروع ضحايا العراق لم يقم بتحليل التقارير الخاصة بالمقاتلين بنفس التفصيل الذين يفعله مع القتلى المدنيين، بل أيضا بسبب الشك الكبير بمصداقية بعض هذه التقارير. ومع ذلك من المحتمل أن يكون الرقم الأقل التي قدمته هذه التقارير (4000-5000) منخفضا جدا بسبب محدودية المعلومات التي يتم جمعها. من جهة أخرى نرى بأن إجمالي القيمة الإسمية التي تقارب 30000 التي تم الحصول عليها من التقارير الإعلامية المجمعة الأخرى أعلى بكثير من الواقع.
فكثير من التقارير الإعلامية التي أدت إلى هذا الرقم تعتمد إما على مصادر عسكرية في الميدان والتي تقدم أرقام قتلى داعش/المسلحين أو تعتمد على مصادر داعش/المسلحين التي تقدم أرقام قتلى الجيش. يتضح في نفس الوقت من كثير من هذه التقارير أن الأرقام المذكورة غالبا ما تكون غير دقيقة (بعكس الأرقام الخاصة بأحداث معنية أو ضحايا محددين كما هي الحال في توثيق الضاحايا المدنيين لدينا) بل هي تقديرات تقريبية لعدد قتلى "العدو" في عملية ما أو إطار زمني معين. وغالبا ما يتم استخلاص هذه التقديرات من أطراف لها مصلحة في تقديم تصور بأنهم يحرزون انتصارات كبيرة على أعدائهم و بالتالي قد تكون عرضة للمبالغة.
لهذه الأسباب فإن أقصى ما يمكن قوله حاليا أن التقارير عن القتلى المقاتلين خلال 2014 تتراوح بين 4000 و 30000. أم الحقيقة فتكمن على الأغلب في مكان ما بين هاذين الرقمين ولكن لا يمكن التحقق من ذلك في الوقت الراهن.
5. العدد الإجمالي للقتلى في 2014 (مدنيين و مقاتلين) و العدد التراكمي منذ 2003
عند إضافة رقم 17000 قتيل مدني تم تسجيله من قبل المشروع إلى أرقام القتلى المقاتلين المذكورة أعلاه 4000-30000، يمكن الحصول على إجمالي يتراوح بين 21000 و 47000 لعدد قتلى العنف الناجم عن الحرب خلال عام 2014، ما يجعله من واحدا من أسوأ ثلاثة أعوام من عمر الصراع الذي بدأ منذ ما يقارب 12 عاماً. وبذلك يكون العدد التراكمي للقتلى المسجلين في كامل الفترة الممتدة من 2003 إلى 2014 قد تخطى 200000 ضحية في نهاية 2014 ويصل في الوقت الحالي إلى 20600 وذلك وفقاً لأكثر الأرقام تحفظاً فيما يتعلق بالقتلى المقاتلين في عام 2014. أكثر من 150000 (تقريبا 75%) من هؤلاء القتلى من المدنيين1
1 لمناقشة هذه الأرقام وكيف تم استخلاصها، انظر النسخة الأصلية لهذا الجدول في موقع المشروع
مشروع ضحايا العراق 2003-2014 | 150,772 |
---|---|
سجلات حرب العراق "المدنيين" و مقارنة "الدولة المضيفة" 2004-2009 - تقديرات مركزية | 9,720 |
سجلات حرب العراق "الدولة المضيفة" المقاتلين 2004-2009 التقييم الأولي | 5,575 |
سجلات حرب العراق "العدو" (ناقص الأرقام المتداخلة مع أرقام المشروع) 2004-2009 – التقييم الأولي | 20,499 |
عدد القتلى المتمردين (المقاتلين) بين مارس/آذار مايو/أيار 2003 | 4,895 |
عدد القتلى في صفوف المتمردين بين يونيو/حزيران و ديسمبر/كانون الأول 2003 | 597 |
عدد القتلى المتمردين في مايو/أيار 2004 | 652 |
عدد القتلى في صفوف المتمردين والجيش العراقي في شهر مارس/آذار 2009 | 59 |
عدد القتلى في صفوف المتمردين والجيش العراقي بين 2010-2014 | 7,948 |
مجموع عدد القتلى العراقيين | 200,717 |
عدد القتلى في صفوف الجيش الأمريكي وقوات التحالف 2003-2014 | 4,807 |
عدد القتلى في صفوف المتعاقدين مع الجيش الأمريكي وقوات التحالف 2003-2014 | 468 |
المجموع | 205,992 |
الخلاصة
هناك وحشية وهجمات متجددة من الجو، وقد تسبب كل من "داعش" والجيش العراقي بمقتل آلاف المدنيين هذا العام. ومن جهتها، كانت قوات التحالف الدولية مسؤولة مرة أخرى عن مقتل المدنيين أيضا وذلك لأول مرة منذ انسحاب القوات الأمريكية قبل ثلاث سنوات. ومازال العراقيون المدنيون عرضة للقتل من قبل كافة الأطراف.
لقد تضاعفت محصلة القتلى كما تظهر اتجاهات تطور العنف الذي تلا انسحاب القوات الأمريكية في 2011 وما تلاه من تنفيذ سياسات معادية للسنّة من قبل الحكومة العراقية بين عامي 2012-2013 . وفي 2014 تضاعفت هذه المحصلة تقريبا مرة أخرى ويعود ذلك بشكل كبير إلى هجمات "داعش" والردود الحكومية عليها. وهذا ما جعل 2014 ثالث أسوأ عام بالنسبة للمدنيين (بعد 2006-2007) منذ الغزو في 2003. وما يميز الفترة الممتدة بين 2003-2014 هو القتل المستمر للمدنيين: أحيانا يرتفع وأحيانا ينخفض ولكن لا يتوقف أبداً