لقد حرصنا ومنذ بداية عملنا في مشروع ضحايا حرب العراق عام 2003 على نشر تقرير سنوي يلخص الخصائص الرئيسية والسائدة لأعمال العنف على مدى 12 شهراً والتي ينتج عنها ضحايا من المدنيين في العراق، حيث استندت بياناتنا على التجميع المنهجي والتحليل المستمر لمعلومات الضحايا المدنيين الذين يتم الإعلان عنها في العراق من خلال الوكالات الإخبارية العالمية والعراقية والمنظمات الغير حكومية ومصادر رسمية.
أن الأرقام المذكورة أدناه مستخرجة من قاعدة بياناتنا وقد تتغير عند الحصول على معلومات إضافية حيث نقوم بتحليلها وشمولها في قاعدة بياناتنا.
عام آخر من أعمال العنف المستمرة في العراق
تحليل للقتلى المدنيين في عام 2016 لمشروع ضحايا حرب العراق
1. ملخص عام 2016 و مقارنته بالأعوام السابقة
شهد عام 2016 أعمال عنف مستمرة يومية والتي أثرت بصورة كبيرة على حياة المدنيين. كان ذلك واضحاً في مدينة الموصل الشمالية والمناطق المحيطة بمحافظة نينوى والتي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، والتي أقدمت على قتل وإعدام الآلاف. في نفس الوقت شهدت المنطقة قصفاً مستمراً من قبل قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والقوات الحكومية العراقية لأجل طرد تنظيم الدولة الإسلامية. وبالرغم من عدم وجود اشتباك مباشر بين القوات العراقية وعناصر تنظيم الدولة الإسلامية في مناطق أخرى من العراق كما في العاصمة بغداد، إلا أنها شهدت سلسلة من الهجمات بالعبوات الناسفة واطلاقات نارية والإعدامات وكذلك بعض الانفجارات الكبيرة، والتي راح ضحيتها الكثير. إن المدنيين في العراق و بغض النظر عن تواجدهم في مناطق النزاع أو خارجها، يستمرون في خسارة حياتهم و بمستويات متقاربة من التي حدثت في العراق منذ أواسط 2013.
إن عدد الذين قتلوا من المدنيين في العراق عام 2016 بلغ 16,393, مدنياً، الذي يعتبر بين حدود عام 2015 الذي شهد مقتل (17,578) مدنياً، و عام 2014 والذي شهد مقتل (20,218) مدنياً. أي أن عدد الضحايا في الأعوام الثلاثة الماضية كان أعلى بكثير من أعوام 2010-2012 والتي شهدت أقل معدلات للعنف منذ الغزو، حيث كانت أعداد الضحايا تتراوح من 4,167 إلى 4,622, ضحية. مجموع الضحايا لهذه السنة كان ايضا اعلى بكثير من عدد الضحايا في 2013 (9,852) ضحية، والتي تعتبر بداية التغيير لمستويات ما قبل 2013 وصولاً إلى المستويات الحالية. 1
1 تؤخذ هذه الأرقام من المدى الأعلى لمشروع ضحايا حرب العراق. هذه الأرقام بالإضافة الى الارقام الموجودة في المدى الادنى، عادة ما تميل إلى الزيادة بمرور الوقت.
2 يأتي مصطلح "الانخفاض" في النص كمفهوم تجريدي لبيان أن حالات القتل، كمجموع، في تزايد. ان حالات الانخفاض المسجلة في عدد الضحايا تكون فقط في المعدل، من حيث مجموع عدد القتلى في مكان وفترة معلومة مقارنة ببيانات سابقة متوفرة. ولكن في الواقع فإن وجود اي عدد من الضحايا المدنيين يعني ان هذه الارقام ستضاف إلى مجموع القتلى المدنيين لكل السنين السابقة، مما يعني الزيادة.
إن معدل ما يقارب 1,300 مدني قتل في الشهر الواحد في عام 2016 نتيجة لأعمال العنف في العراق. هذا كان باستثناء شهر أيلول حيث كان عدد الضحايا (935) مدني والذي أعقب مباشرة بزيادة مقداراها أكثر من الضعف بمقتل (1,970) مدني في شهر تشرين الاول.
أن الرسم البياني أدناه يوضح مجموع عدد الضحايا الذين لقوا حتفهم في عام 2016 والتي توضح الانخفاض النسبي في عدد القتلى مقارنة بعام 2014 لكنها تبقى أعلى بكثير من مجموع عدد الضحايا في السنوات التي سبقت الارتفاع الكبير الذي حصل في سنة 2013 . الربع الأخير في عام 2016 كان الأسوء من ناحية عدد القتلى (كما موضح في جدول رقم 1).
أن نسبة الانخفاض في مستويات العنف خلال عام 2016 في منطقة معينة كانت غير متساوية في عموم البلد، حيث انعكس ذلك على ارتفاعات حادة في مناطق أخرى وبالخصوص في مدينة الموصل (والمناطق المحيطة بها)، والتي سجلت أسوأ المستويات التي شهدتها منطقة الموصل (الرجاء الاطلاع على قسم 2.4 أدناه). 2


2. المدنيين الذين قتلوا في عام 2016
أي توثيق حقيقي للضحايا المدنيين يجب ان يهدف إلى تسجيل أسماء القتلى وليس توثيقهم كأرقام فقط. كما هو الحال في السنوات اللاحقة للحرب التي جرت في عام ٢٠٠٣، فان المعلومات التي تخص مكان مقتل جميع المدنيين أو مكان العثور على جثثهم كانت متوفرة ايضا في عام 2016. كما توفرت ايضا معلومات عن الطريقة التي تم فيها قتل المدنيين، حيث كانت هناك خمسة طرق رئيسية تسببت بمقتل المدنيين وهي: الإعدام والغارات الجوية والقصف والهجمات الانتحارية والعبوات الناسفة 3 و اطلاق النار الاعتيادي (أي دون إعدام). بالمقابل كانت المعلومات عن الجاني مجهولة بنسبة ثلاثة قتلى، كان جانيهم مجهولا، مقابل قتيل واحد بجاني معرف.لا تقتصر المعلومات التي يتم جمعها على ما ذكر أعلاه فحسب، حيث يقوم مشروع ضحايا حرب العراق بتجميع اكبر قدر ممكن من البيانات التعريفية للضحايا. 4
3 التفجيرات الغير انتحارية: هي تفجيرات تتم بواسطة قنبلة موضوعة على الأرض، ومثال على ذلك هي العبوات الناسفة الموضوعة على جانب الطريق و العبوات المتفجرة عن بعد أو العبوات الاصقة...الخ.
4 صفحات المنهجية التي يتبعها مشروع ضحايا حرب العراق، تدرج جميع التفاصيل الأخرى التي يجمعها مشروع ضحايا حرب العراق.
5 حتى لا ننسى (30 كانون الاول 2016) و عراق الذاكرة الإلكترونية (الاعلان و صفحة الفيس بوك).
قام مشروع ضحايا حرب العراق مؤخراً بنشر مقالة تدرج عينة من أسماء الضحايا الذين قتلوا في عام 2016. حيث توفرت معلومات إضافية عن هؤلاء الضحايا، وفي بعض الأحيان صورهم. هذا الأمر يعكس هدف مشروعنا على المدى الطويل، والذي هو إعطاء صيغة إنسانية لضحايا الحروب و معاملتهم أكثر بكثير من أنهم مجرد أرقام. هذا الذي نسعى إلى تحقيقه من خلال مشروعنا القادم والمسمى بمشروع عراق الذاكرة الالكترونية. إن قائمة الضحايا المعروفة أسماؤهم لمشروع ضحايا حرب العراق حالياً تشمل أكثر من 500 صفحة، حيث تحتوي كل صفحة على 25 اسما. هذه الأسماء (كمجموع) تمثل أقل من 10% من عدد الضحايا الكلي المسجل في قاعدة بيانات مشروع ضحايا حرب العراق. 5
من المؤسف انه بالاضافة الى وضع العراق المأساوي، فإن معلومات الضحايا (وخاصة الأفراد) متوفرة لعدد قليل جدا من الضحايا الذين يتم الإعلان عن مقتلهم. إن المعلومات المتمثلة بجنس الضحية و عمره وكيف قتل ومن قبل من قتل، تكون ذات أهمية كبيرة في تحديد النمط السائد لأعمال العنف التي تستهدف هذه الفئات من الضحايا. لهذا من المهم جدا تجميع وتحليل هذه المعلومات الى اقصى حد ممكن حتى وان كانت هذه المعلومات متوفرة لقسم معين فقط من الضحايا.
2.1 بيانات الضحية
سجل في عام 2016 مقتل 16,393 ضحية. من بين هؤلاء، تم معرفة تفاصيل 6,539 منهم فقط، كونهم رجال ونساء وأطفال، (الأطفال تكون أعمارهم من 17 سنة فما دون ) وحسب الارقام ادناه:
- 5,008 (77%) كانوا رجالا؛
- 729 (11%) كانوا نساءا؛
- 802 (12%) كانوا أطفالا.
تشير البيانات ان تقريبا 80% من القتلى هم من الرجال و10% من النساء و10% من الأطفال (بغض النظر عن الجناة والسلاح المستخدم). هذا الفرق بالنسب بين قتلى الرجال و الاطفال و النساء هو شئ شبه اعتيادي في الصراع الحاصل في العراق منذ عام 2003. (يحتوي جدول رقم 2 على بيانات عامي 2014 و2015 لغرض المقارنة). يجب الانتباه إلى أن هذا الفرق في النسب لا ينطبق في حال اخذ بنظر الاعتبار سلاح معين أو جاني معين، وكما موضح في القسمين 2.2.1 و2.3.1 ادناه.
الضحايا الذين تم تسجيلهم | تم تعريفهم كونهم رجال ونساء وأطفال | يمثل الرجال من القسم الذي تم تعريفه | يمثلن النساء من القسم الذي تم تعريفه | يمثل الأطفال من القسم الذي تم تعريفه | |
---|---|---|---|---|---|
2014 | 20,218 | 9,797 (48% ) | 7,977 (81%) | 1,003 (10%) | 817 ( 8%) |
2015 | 17,578 | 7,740 (44% ) | 6,062 (78%) | 934 (12%) | 744 (10%) |
2016 | 16,393 | 6,539 (40%) | 5,008 (77%) | 729 (11%) | 802 (12%) |
2.2 طرق قتل المدنيين في 2016
6 إدراج حالات الغارات الجوية و القذائف (والتفجيرات الأخرى التي يكون مصدرها من الجو، مثلا: القصف المدفعي والهاون) في فئة واحدة وذلك لأنه غالبا ما يكون من الصعب التفريق بينهما من قبل الشهود العيان المتواجدين في على الأرض.
7 يقوم مشروع ضحايا حرب العراق باستعمال مصطلحات مثل "يتضمن" أو "متضمن"، لأنه في بعض الأحيان يتم استخدام أكثر من نوع واحد من الاسلحة في الحداثة الواحدة، وبالنتيجة يجب أن لا يتم إضافة أعداد الضحايا لكل سلاح، لان المجموع لن يكون مطابقا لما هو موجود في الواقع.
الإعدام كان أكثر الطرق استخداما لقتل المدنيين في عام 2016، حيث سجلت 7,238 حالة إعدام (من جميع الفئات العمرية)، يجدر أيضا بالإشارة الى ان الاعدام كان أكثر الطرق استخداما لقتل المدنيين في عامي 2014 و2015 ايضا.
بينما استمر القصف والغارات الجوية بصورة مكثفة خلال عام 2016، و كما هو الحال في عامي 2014 و2015، حيث أدى إلى مقتل 2,732 شخص، من بينهم أطفال، بالإضافة إلى الرجال والنساء. 6
2.2.1 بيانات الضحية وسبب الموت
تم تسجيل مقتل 16,393 شخص في عام 2016، حيث توفرت معلومات عن الأسلحة المستخدمة بنسبة 99% 7 من حالات القتل. كما تم تحديد تفاصيل الضحايا (كونهم رجال او نساء او اطفال) حيث شكلوا 6,539 ضحية من مجموع الضحايا الكلي، أي بنسبة (40%) (يرجى الاطلاع على جدول رقم 2). وتوزعت أرقام الضحايا على النحو التالي:
- حصد الإعدام أكبر عدد من أرواح الرجال (3,311 رجل، أي بنسبة 66% من مجموع القتلى المسجلين كرجال). يليه إطلاق النار الاعتيادي (بدون إعدام)، والتي تشكل الطريقة الرئيسية الثانية للقتل (790 رجل، أي بنسبة 16%).
- على غرار الرجال، تم قتل النسبة الأكبر من النساء عن طريق الإعدام (221 امرأة، أي بنسبة 30% من مجموع القتلى المسجلين كنساء) ولكن بنسب أكبر في أسلحة مختلفة أخرى ،من ضمنها الغارات الجوية/القذائف (206 امرأة، وبنسبة 28%).
- كانت الغارات الجوية والقذائف المسبب الرئيسي لحالات القتل عند الاطفال (342 طفل، أي بنسبة 43% من مجموع القتلى المسجلين كأطفال و البالغ 802 طفل). فيما كان الإعدام الطريقة الرئيسية الثانية في قتل الأطفال (210 طفل، أي بنسبة 26%).
يعتبر الإعدام الطريقة الرئيسية لقتل المدنيين الذين تم تحديد أعمارهم وجنسهم، وكذلك هو الحال بالنسبة لجميع المدنيين القتلى المسجلين في عام 2016. (حيث ان الاعدام يعتبر طريقة القتل المفضلة لدى الدولة الاسلامية، التي تصدرت قائمة الجناة لهذا العام، يرجى ملاحظة القسمين 2.3 و2.3.1 أدناه ).الرجال كانوا هم الهدف الرئيسي لأغلب حالات الإعدام، أما النساء والأطفال فكانت حالات اعدامهم أقل بكثير. مع ذلك، إنه لأمر مروع ان يكون الأطفال معرضين لحالات القتل عن طريق الإعدام.
جميع مسببات القتل | الاعدام | اطلاق النار (دون إعدام) | القصف الجوي و القذائف | العبوات الناسفة (هجمات غير انتحارية) | الهجمات الانتحارية | |
---|---|---|---|---|---|---|
رجال |
3,919 | 3,311 (66%) | 790 (16%) | 209 ( 4%) | 443 ( 9%) | 299 ( 6%) |
نساء | 509 | 221 (30% ) | 136 (19%) | 206 (28%) | 98 (13%) | 51 ( 7%) |
اطفال | 709 | 210 (26%) | 67 ( 8%) | 342 (43%) | 132 (16%) | 73 ( 9%) |
2.3 من قتلهم
8 كما هو الحال بالنسبة للأسلحة ، فإن مصطلحات مثل "يتضمن" أو "متضمن"، يتم استخدامها هنا لأنه لا يمكن دائما نسب الحادثة الواحدة لمجموعة واحدة من الجناة. حيث أن بعض الحوادث يشترك فيها عدد من المجموعات المسلحة. وبالنتيجة لا يمكن إضافة أعداد الضحايا نتيجة الجناة المختلفين لأن المجموع لن يكون مطابقا لما هو موجود في الواقع.
أن الجناة المسؤولين عن قتل الجزء الأكبر من المدنيين في عام 2016 (9,346 قتيل) كانوا: تنظيم الدولة الإسلامية والقوات المحاربة له، المتمثلة بالتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والحكومة العراقية والميليشيات المتحالفة معها. الوسائل المعتادة التي استخدمت من قبل جناة معينين لحصد غالبية ارواح الضحايا من التركيبات السكانية المختلفة كانت: الإعدامات بالنسبة لتنظيم الدولة الإسلامية والغارات الجوية/القذائف من قبل قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الامريكية بالاضافة الى الحكومة العراقية والقوات المتحالفة معها. 8
الجاني الوحيد الذي شهد عدد ضحاياه زيادة حقيقية بين عامي 2015 و2016، هو التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية، (حيث ان عدد ضحاياهم ارتفع من 1,466 في عام 2015 إلى 1,837 في عام 2016). كما اشارت التقارير ان الجناة الآخرين أظهروا انخفاضاً (طفيف بالنسبة لتنظيم الدولة الإسلامية). على العموم، وكما هو الحال بالنسبة الأعوام التي سبقت عام 2016، فإن نسبة عدد الضحايا الذين خسروا أرواحهم من قبل جناة مجهولي الهوية كانت معتبرة في عام 2016.
إن المعلومات المتوفرة لدى مشروع ضحايا حرب العراق بخصوص الجناة غير مكتملة تماما، على عكس المعلومات المتوفرة بخصوص السلاح المستخدم في الحوادث. ففي عام 2016، ومن مجموع 16,393 حالة قتل، 4,454 منهم قتلوا من قبل جاني مجهول (في سنة 2015 كان عددهم 5,563 من مجموع 17,578 حالة قتل، و في سنة 2014 كانوا 9,596 من أصل 20,218 حالة قتل). ويجدر الإشارة هنا أنه لا ينبغي أن نصنف الجناة المجهولي الهوية مع حالات التي يكون فيها الجاني معروف. حيث انه في بعض الحالات، و على عكس باقي الجناة، لا يكون من المحتمل التعرف على بعض الجناة، حتى وان كان بالمقدور تسجيل قسم من الجناة في حادثة معينة، فمن المحتمل أن الجناة الآخرين لم يتم ملاحظتهم وتسجيلهم.
2.3.1 بيانات الضحايا الذين قتلوا من الجناة الرئيسيين في عام 2016
تشير البيانات أن عدد الضحايا المسجلين في عام 2016 والتي يمكن تحديد بياناتهم كرجال ونساء وأطفال، كانت معلومات الجاني الذي تسبب في مقتلهم متوفرة بنسبة 78% من الرجال و 70% من النساء و 88% من الأطفال. وكما هو الحال مع الضحايا الذين لم يتم تسجيل بياناتهم في 2016، يجب الاخذ بنظر الاعتبار ان الجناة كانوا مجهولين بنسبة كبيرة عند ضحايا النساء (ما يقارب الثلث)، وما يزيد قليلاً عن 10٪ بالنسبة لضحايا الأطفال.
- من مجموع 3,919 من الرجال الذين قتلوا من قبل جناة محددين، فإن الأغلبية قد قتلوا من قبل تنظيم الدولة الإسلامية (3,446 رجل، أي بنسبة 88%). هذا وتعتبر قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والحكومة العراقية والقوات المتحالفة معها، المسبب الثاني الأكبر لمقتل الرجال (وبنسبة أقل بكثير من الدولة الإسلامية)، حيث تسببت هذه القوات بمقتل (108 رجل، أي بنسبة 3%) و (112 رجل، أي بنسبة 3% ايضا) تباعا.
- من مجموع 509 من النساء اللاتي قتلن من قبل جناة محددين، وكما هو الحال مع الرجال، فإن الأغلبية قد قتلن من قبل تنظيم الدولة الإسلامية، حيث كان الجاني الأول وبواقع (319 امرأة، أي بنسبة 63%) ، متبوعة بقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية بعد ذلك وبواقع (135 امرأة 27%).
- من مجموع 709 من الأطفال الذين قتلوا من قبل جناة محددين، ايضاً تعتبر الدولة الاسلامية العامل الرئيسي لمصرعهم وبواقع (412, طفل، أي بنسبة 58%) ، وتأتي قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية كالمسبب ثاني لقتلهم وبواقع (203 طفل، 29%) بالإضافة الى الحكومة العراقية والقوات المتحالفة معها وبواقع (104 طفلا، أي بنسبة 15%).
ويمكن القول هنا ان الجزء الاكبر من الفئات السكانية الثلاثة (مختلف الاجناس والاعمار) التي قتلت في عام 2016، قد قتلوا من قبل تنظيم الدولة الإسلامية. ولكن أيضا تجب الاشارة الى ان قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية قد تسببت أيضا في مقتل جزء معتبر من النساء والأطفال.
الضحايا الذين كان جانيهم معروفا | تنظيم الدولة الإسلامية | قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية | الحكومة العراقية والميليشيات المتحالفة معها | |
---|---|---|---|---|
الرجال | 3,919 | 3,446 (88%) | 108 ( 3%) | 112 ( 3%) |
النساء | 509 | 319 (63%) | 135 (27%) | 61 (12%) |
الأطفال | 709 | 412 (58%) | 203 (29%) | 104 (15%) |
2.4 أين قتل المدنيين

الصورة رقم 2 توضح المحافظات السبعة العراقية التي تعاني من أعلى نسب قتل للمدنيين في عام 2016. مجموع القتلى في هذه المناطق يمثل الغالبية العظمى من حالات القتل المسجلة في عام 2016. وتشمل هذه المحافظات قسما من المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية، بالإضافة إلى مناطق ما يسمى بحزام بغداد، حيث تشارك العاصمة حدودها الإدارية مع محافظات الانبار وصلاح الدين وديالى وبابل، والتي ادى الى زيادة عدد القتلى المدنيين في تلك المحافظات. 9
9 تختلف الحدود الادارية للمحافظات ما بين الخرائط العراقية الاكثر استعمالا، هذا الأمر ينطبق بالاخص على العاصمة بغداد والتي في هذا الرابط مبينة على انها اصغر من الصورة رقم 2. يتوفر لدى مشروع ضحايا حرب العراق رمز معين لكل من حدود المحافظات المرسومة في الخريطتين أعلاه. حيث يتم استخدام هذه الرموز عند إدخال معلومات الحوادث في قاعدة البيانات. و عند الحاجة إلى استخراج المجموع الكلي لأعداد الضحايا في محافظتين متجاورتين، فإن أعداد الضحايا في المناطق التي تقع بين المحافظتين تقسم بالتساوي بين المحافظتين، لغرض تجنب التكرار في أعداد الضحايا نتيجة لاختلاف الحدود الإدارية بين الخريطتين أعلاه.
ثلاثة مدن تغيرت فيها أعداد الوفيات بصورة كبيرة في أعوام 2014 و2015 و2016،هذه المدن هي: الفلوجة والموصل والقيارة. حيث شهدت الفلوجة انخفاضاً ملحوضاً في أعمال العنف في النصف الأخير من عام 2016. كما هو الحال بالنسبة لناحية القيارة التي شهدت انخفاضاً في أعمال العنف في الأربعة أشهر الأخيرة من عام 2016، وذلك بالرغم من كونها المدينة الثالثة من حيث عدد القتلى المدنيين في العراق ككل (متجاوزة بهذا أعداد القتلى في مدينة الفلوجة). في المقابل ازداد عدد الضحايا من المدنيين في مدينة الموصل بشكل كبير خلال الفترة ما بين 2014 و2016. حيث وصلت مستويات القتلى في الموصل الى أعلى نسب مسجلة فيها منذ بداية الغزو في عام 2003. حيث سجل في شهر تشرين الثاني 2016 مقتل 1,059 في الموصل (والذي يعتبر أكثر بكثير من معدل القتلى الشهري في العراق ككل في شهر حزيران في عام 2013).
3. الحوادث الكبيرة في سنة 2016 و قبلها
شهد عام 2016 بعض الأحداث المروعة التي فاقت حتى معايير فترة ما بعد الغزو. مثال على ذلك هو التفجير الدموي الذي حصد أكبر عدد من الأرواح في مدينة بغداد خلال الثلاثة عشر عاما السابقة. التفجير، والذي أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عنه، استهدف سوق مكتظ في منطقة الكرادة في الثالث من تموز (في الأيام الأخيرة من شهر رمضان) .ادى الانفجار الى مقتل 324 مواطناً، ضمنهم نساء وأطفال وعوائل كاملة ،وفقاً لاخر التقارير.
كما تعرضت قرية شومالي والتي تقع جنوب شرقي الحلة بتاريخ 24 تشرين الثاني إلى تفجير عنيف، هذا التفجير يعد ثاني أكبر هجوم في عام 2016، حيث قام انتحاري يقود ناقلة وقود مفخخة بتفجير نفسه قرب عدد من الحافلات التي تحمل زوارا في طريق عودتهم من ممارسة طقوسهم الدينية بمناسبة اربعينية الامام الحسين في محافظة كربلاء. أدى الانفجار الهائل إلى مقتل ما يزيد عن 100 مدني، و هذه المرة قائمة الضحايا لم تقتصر على العراقيين فقط، فقد قتل في هذا التفجير مواطنون من جنسيات مختلفة وتحديداً من ايران وافغانستان وباكستان.
كما تعرضت مدينة الإسكندرية والتي تقع شمالي الحلة الى هجوم وحشي صدم العالم في 25 آذار 2016، حيث قام طفل تم تجنيده من قبل تنظيم الدولة الاسلامية بتفجير نفسه باستخدام حزام ناسف وسط مراسيم توزيع كؤوس بطولة كرة قدم محلية، مما أدى إلى مقتل 17 طفلاً (أصغرهم سنا كان 10 سنوات).

جميع الهجمات تكون كارثية بالنسبة للأشخاص المتأثرين بها، و بغض النظر عن حجم تلك الهجمات. مع ذلك قام مشروع ضحايا حرب العراق بإدراج 19 حادثة، تضم الهجمات الانتحارية والانفجارات بالعبوات الناسفة، التي قتلت 100 مدني أو أكثر في العراق للفترة ما بين عام 2003 و 2016. كما توجد قائمة أخرى مماثلة تحتوي على 97 حادثة للفترة نفسها لهجمات قتلت 50 أو أكثر. (او 312 حادثة لهجمات قتلت 25 مدني او اكثر، و 1,028 حادثة لهجمات قتلت 10 مدنيين أو أكثر).
صفحة الحادث | التاريخ | ملخص الحادث |
---|---|---|
k021 | 1 شباط/فبراير 2004 | مقتل 107-109 شخصاً عندما فجر انتحاريون انفسهم في مكاتب احد الاحزاب في اربيل. |
k022 | 2 آذار/مارس 2004 | مقتل 121 شخصاً عندما فجر انتحاريون انفسهم في كربلاء. |
k991 | 28 شباط/فبراير 2005 | مقتل 125-136 شخصاً بانفجار سيارة كان يقودها انتحاري في الحلة. |
k1100 | 29 آب/أغسطس 2003 | مصرع 83-126 مواطناً بانفجارعدة سيارات مفخخة على ضريح الامام علي في النجف |
k1903 | 14 أيلول/سبتمبر 2005 | مقتل 111-114 بتفجير انتحاري في الكاظمية ببغداد. |
k1981 | 29 أيلول/سبتمبر 2005 | مقتل 99-102 شخصاً بانفجار سيارات مفخخة في بلد. |
k4710 | 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2006 | مقتل 215 شخصاً بتفجيرات بالقنابل و قذائف الهاون في مدينة الصدر ببغداد. |
k5356 | 3 شباط/فبراير 2007 | مقتل 136-137 شخصاً بانفجار شاحنة مفخخة كان يقودها انتحاري في سوق في الصدرية ببغداد |
k5659 | 6 آذار/مارس 2007 | مقتل 118-120 من الزوار الشيعة عندما فجر انتحاريون أنفسهم في الحلة |
k5897 | 27 آذار/مارس 2007 | مقتل 152 شخصاُ بانفجار شاحنات مفخخة في سوق بتلعفر |
k6112 | 18 نيسان/أبريل 2007 | مقتل 140 شخصاً بانفجار سيارة مفخخة في سوق الغذاء في الصدرية ببغداد |
k6891 | 7 تموز/يوليو 2007 | مقتل 159-160 شخصاً بانفجار شاحنة كان يقودها انتحاري في آمرلي قرب طوز خورماتو |
k7225 | 14 آب/أغسطس 2007 | مصرع 516-525 مواطناً بانفجار صهريج وقود مفخخ يقودها انتحاري في قرى يزيدية بمنطقة سنجار |
k13866 | 19 آب/أغسطس 2009 | مقتل مئة وثلاثين إلى مئة واثنين وثلاثين شخصا بسلسلة تفجيرات في بغداد |
k14203 | 25 تشرين الأول/أكتوبر 2009 | مقتل مئة وخمسين إلى مئة وأثنين وخمسين شخصا بهجوم انتحاري بشاحنة مفخخة في شارع حيفا ببغداد |
k14379 | 8 كانون الأول/ديسمبر 2009 | مقتل 122 إلى 127 شخصا في انفجار خمس سيارات مفخخة في بغداد |
k21122 | 17 تموز/يوليو 2015 | مصرع 95-120 مواطناً بانفجار سيارة او حافلة مفخخة يقودها انتحاري في خان بني سعد |
d12134 | 3 تموز/يوليو 2016 | مصرع 323-371 مواطنا بانفجار شاحنة مفخخة يقودها انتحاري في منطقة الكرادة وسط بغداد |
d12819 | 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2016 | مصرع 80-100 مواطن جراء انفجار شاحنة مفخخة يقودها انتحاري بالقرب من الحلة |
4. جرحى المدنيين
لا يقوم مشروع ضحايا حرب العراق بتسجيل الحوادث التي ينتج عنها جرحى فقط بدون قتلى، ولكنه يسجل حالات الإصابة الحرجة التي تكون مصاحبة للحوادث المؤدية إلى الوفاة. يتم تسجيل هذه البيانات بشكل منهجي إلا أنها لا تنشر بشكل فردي على الموقع الإلكتروني لمشروع ضحايا حرب العراق ،إذ يمكن تحليل البيانات ودراسة أنواع الأسلحة المستخدمة بالإضافة إلى الهجمات المؤدية إلى الإصابة والموت.
10 للحصول على تحليلات أكثر بخصوص موضوع الإصابات بين المدنيين يمكنكم الاطلاع الرابط: عدم الاهتمام لحالات الإصابة وموضوع فايل حول الضحايا المدنيين في العراق بين 2003-2005
شهدت أعوام 2014 و2015 و 2016 اعداد متقاربة من المدنيين الجرحى والقتلى. إلا أن اختلاف نسبة القتلى بالنسبة للجرحى يعتمد إلى حد كبير على طبيعة الأسلحة المستخدمة. اذ تبين تحليلاتنا أن الغالبية العظمى من الجرحى تعرضوا الى الاصابة نتيجة الانفجارات، والتي تشمل فئات: الانفجارات الأرضي و الانفجارات بسبب الغارات الجوية والقذائف والهجمات الانتحارية. أن 17,806 مصاب من مجموع 18,087 مصاب تمت اصابتهم من خلال تعرضهم إلى تلك الأنواع من الانفجارات .إذ تعتبر تلك الهجمات النمط السائد في السنوات الثلاثة السابقة وخلال فترة الصراع، هذا النمط يميل إلى التأكيد على طبيعة للمتفجرات التي لا تفرق بين الأهداف، كما هو موضح في عدد من السياقات الأخرى. 10
5. المقاتلين ومجموع قتلاهم منذ عام 2003
بالرغم من مأساوية مقتل المدنيين في هذه الحرب، إلا أنهم ليسوا الضحايا الوحيدين. حيث شهد عام 2016 اشتباكات مسلحة بين القوات العراقية والميليشيات المتحالفة معها من جهة و تنظيم الدولة الإسلامية من جهة أخرى. ادت تلك الاشتباكات إلى وقوع آلاف القتلى بينهم، وخاصة في مدينة الموصل ومناطق من الأنبار.
11 للاطلاع على مناقشة أكثر تفصيلاً لهذه القضايا انظر الى القسم 4 تقرير عام 2014 لمشروع ضحايا حرب العراق.
12 كذلك يمكنكم الاطلاع على إعلان سابق لمشروع ضحايا حرب العراق عن كيفية استخدام سجلات حرب العراق ومصادر أخرى.
توثيق قتلى المقاتلين غالبا ما يكون موضوع مثير للتساؤلات وأصعب بكثير مما هو عليه الحال بالنسبة للمدنيين، خاصةً بعد ظهور تنظيم الدولة الإسلامية في عام 2014. 11 حتى القراءات الحذرة جداًً للمعلومات المتوفرة تشير إلى وجود عشرات الآلاف من المقاتلين الذين يحتاج إضافة اعدادهم إلى أعداد المدنيين القتلى لغرض البدء في تقييم الخسائر البشرية الكاملة لهذا النزاع المستمر. 12
مشروع ضحايا حرب العراق آذار 2003 - كانون الأول 2016 | 188,771 |
---|---|
المتمردين والجنود العراقيين ومقاتلين آخرين قتلوا بين 2010 - 2016 | 32,340 |
سجلات حرب العراق الجديدة "المدنيين" ومقارنة "الدولة المضيفة" الباقي 2004-2009 - التقديرات المركزية (9420)، "الدولة المضيفة" المقاتلين 2004-2009 - التقديرات المركزية (5575)، "العدو" (ناقص الأرقام المتداخلة مع أرقام المشروع) 2004-2009 - التقديرات المركزية (20499) | 35,494 |
المقاتلين العراقيين الذين قتلوا ما بين آذار وأيار في عام 2003 (4,895)؛ المتمردين الذين قتلوا ما بين حزيران وكانون الأول في عام 2003 (597)؛ المتمردين الذين قتلوا في شهر أيار 2003 (652)؛ المتمردين والجنود العراقيين الذين قتلوا في آذار 2009 (59) | 6,203 |
مجموع القتلى العراقيين | 262,808 |
عدد القتلى في صفوف الجيش الأمريكي وقوات التحالف 2003-2016 | 4,832 |
عدد القتلى في صفوف المتعاقدين مع الجيش الأمريكي وقوات التحالف 2003-2016 | 468 |
المجموع الكلي للقتلى | 268,108 |
6. مصادر أخرى
إن مشروع ضحايا حرب العراق ليس المشروع الوحيد الذي ينشر معلومات عن أعداد الضحايا في العراق. إذ تقوم الأمم المتحدة من خلال منظمة يونامي بنشر مجموع الضحايا الشهري في العراق، حيث يمكن الاطلاع على ذلك من خلال هذا الرابط إجمالي الضحايا المدنيين. اما بالنسبة لمجموع الضحايا في عام 2016 حسب منظمة يونامي فقد كان 6,876 ضحية. هذه الارقام الرسمية في العادة ما تكون أقل من الأرقام التي يعلن عنها مشروع ضحايا حرب العراق، وفي اغلب الاحيان اقل جدا كما هو الحال في عام 2016.
وكما اشرنا في تقارير سابقة، أنه عند المقارنة بين الأرقام المختلفة للضحايا في العراق، فمن المهم أن نلاحظ أنه قاعدة البيانات العامة لمشروع ضحايا حرب العراق تحتوي على قائمة بكل الحوادث مع المصادر الأصلية التي أخذت منها، هذه الحوادث المنشورة علنا، هي المصدر الذي يتم استخدامه لاستخراج البيانات المنشورة من قبل مشروع ضحايا حرب العراق. لمساعدة فهم الفرق بين مشروع ضحايا حرب العراق و المصادر الأخرى يتحتم علينا النظر إلى ما هو أبعد من "المقارنة بين الأرقام" فقط، و انما يجب مراجعة الحوادث المعنية بكل مجموع.
لن يكون بمقدور أي طرف ثالث أن يجري تحقيقا منصفا، وان يفهم الاختلافات في أرقام الضحايا، حتى تقوم الوكالات الأخرى، كمنظمة يونامي، بتوفير البيانات الخاصة بمجموع الضحايا المعلن، أي بنفس طريقة مشروع ضحايا حرب العراق، وذلك من خلال إدراج الحوادث التي استخدمت في استخراج المجموع المعلنة. (هذه ايضا احدى الاسباب التي قمنا بها نحن، بالإضافة إلى منظمات أخرى، بمناشدة الجهات الرسمية للكشف عن بياناتها) .تعهد مشروع ضحايا حرب العراق بأن يلتزم بمعايير تسجيل الضحايا العالمية، والتي أطلقت حديثاً و توصي بتوفير أكبر قدر ممكن من التفاصيل والشفافية للوصول الى "الهدف الرئيسي وهو التعرف على كل ضحية" (معيار 53).
إن هذا التعريف لا يمكن تحقيقه سوى عن طريق نشر الحوادث التي تشكل مجموع القتلى الذي يتم نشره. إن تعريف كل ضحية هو ما يحفزنا في عملنا، و يوجه تطورنا المستقبلي. نحن نشعر بالتشجيع لان هذا الهدف يتم مشاركته، وبأعداد متزايدة، مع جهات أخرى من ضمنها منظمة حروب الجو الغير حكومية، والتي كانت بياناتها عن غارات قوات التحالف مندمجة تماماً في بياناتنا، والتي وفرت ايضا معلومات قيمة عن هويات الضحايا والحوادث التي ادت الى مقتلهم.